بحرُ الصِّينِ الجنوبيُّ هو جزءٌ من المحيطِ الهادِىءِ، ويقعُ في جنوبِ الصِّين غربيَّ الهادىءِ، ويشملُ المنطقةَ الممتدَّةَ من سنغافورة إلى مضيقِ تايوان، ويُعَدُّ أكبرَ بحرٍ في العالم هو والبحرُ الأبيضُ المتوسِّطُ بعد المُحيطاتِ الخمسةِ، وتبلغ مساحتُه 3500 ألف كيلو مترٍ مُربَّعٍ.
ويُعَدُّ بحرُ الصِّين الجنوبيُّ ثانيَ أكثرِ الممرَّاتِ البحريَّةِ على مستوى العالم ازدحاماً بالحركةِ، حيثُ يمرُّ عبرَه ثلثُ الشَّحْنِ العالميِّ، وتتناثر فيه أكثرُ من 250 جزيرةً أهمُّها أرخبيلاتِ نانشاتشيونداو وشيشاتشيونداو وتشونغشاتشيونداو.
ويربطُ مضيقُ تايوان بين بحرَيْ جنوبِ الصين، وشرقِ الصين، والجزءِ الجنوبيِّ الغربيِّ من بحرِ جنوب الصين الممتدِّ من خليجِ تايلند إلى بحر جاوة، وهو سهلٌ واسعٌ مغمورٌ بالمياهِ يُسمَّى رصيفَ سندا. والماءُ في كافَّةِ أنحاءِ هذه المنطقة ضحلٌ غالباً ( أقلُّ من 61 مترًا). أمَّا الجزءُ الشَّماليُّ الشَّرقيُّ للبحرِ فعميقٌ، وأطولُ الأنهارِ التي تصبُّ فيه أنهارُ اللؤلؤ والأحمر وميكونغ وتشاو فرايا.
تُعَدُّ قضيَّةُ السِّيادةُ على مناطقَ في مياهِ بحر الصِّين الجنوبيِّ قضيَّةً حسَّاسةً، وواحدةً من بُؤَرِ التَّوتُّرِ الثَّلاثِ الكُبْرَى في شرق آسيا، رُغم أنَّ بعضَ الجُزُرِ التي في هذه المنطقةِ لا يتجاوزُ حجمُها بِضْعَ صخورٍ.
وتُؤكِّد الصِّينُ أنَّها صاحبةُ حقٍّ تاريخيٍّ في المنطقة، وترَى أنَّ الصِّينيِّين القُدَماءَ اكتشفوا بحرَ الصين الجنوبي في القرنِ الثاني قبل الميلاد، وهذا هو الدَّليلُ التَّاريخيُّ - في رأيِها- الذي يمنحُ الصينَ سيادةً غيرَ قابلةٍ للجدلِ على جُزُرِ البحر والمياهِ المُحِيطةِ بها.